نصائح وأفكار

قد يبدو سؤال غريباً نوعاً ما، ولكن تحليل الطلاب يُعد مرحلة مهمة وأساسية في أي عملية تعليمية. ومما لاشك فيه أن كل عمل ناجح يجب أن يبدأ بالتخطيط، وبدونه يخضع العمل للعشوائية والاحتمالية التي قد تُفِقد العمل جودته وتستهلك الكثير من الوقت وقد تُدخلنا في دائرة من الأخطاء.

زائرنــا الكريم، نأمل الاطلاع على قوانين رخصة المشاع الإبداعي لموقعنا (من هنـا) قبل النسخ أو النقل

 

إذ يحتاج أي عمل إلى تخطيط دقيق ومعلومات تفصيلية وخطوات محددة واضحة لاسيما إذا كان العمل الذي يُخطط له يخص العملية التعليمية التي تعد ركيزة أساسية يُصب على عاتقها مهمة تشكيل أفراد المجتمع.

 

يذكر موريسون وروس وكيمب (2012) أن الاهتمام بالتفاصيل مهم جداً بالنسبة لنجاح أي خطة عمل تعليمية. وبتطبيق الإجراءات المنهجية والانتباه إلى التفاصيل الخاصة، يمكنك وضع خطة تدريسية فعّالة وناجحة جداً.

 

تركز الخطة التعليمية بشكل أساسي على المتعلم وكيفية تحسين أدائه أكثر من التركيز على محتوى المادة التي يجب أن يغطيها المنهج. حيث يجب على المعلم أن يركز على كل طالب من طلابه وعلى ما يجب أن يحققه من أهداف، بدلاً من التركيز على محتوى المادة التي يجب أن يحفظها.(موريسون وآخرون، 2012)

إن القيام بعملية التصميم التعليمي هو نقطة انطلاق المعلم من أجل إعداد خطة تدريسية سليمة، ونعني به القيام بعملية تخطيط منهجية وتطوير وإدارة وتقويم للعملية التعليمية. ويحوي التصميم التعليمي على عناصر أساسية متلازمة وهي تحليل المهمة والأهداف والأداء وتحليل المتعلمين ودراسة تسلسل المحتوى والاستراتيجيات التعليمية وتحديد نظام التوصيل واختيار الوسائل التعليمية وكذلك يشتمل على التقويم. وهذه البنية المتتابعة تسمح للمعلم بتصور العملية التعليمية عبارة عن مراحل قابلة للإدارة. (Leng, 2002)

نموذج كمب : تصميم التعليم الفعال Designing effective instruction by Kemp 

(جاستفسون وبرانش،2003)

 

إن تحليل المتعلم هو مفتاح عملية التصميم التعليمي. ويركز هذا العنصر على تنوع خصائص المتعلم جنباً إلى جنب مع الأهداف وتحليل المهام والأداء، فإنه يحدد الموارد التي سيتم اختيارها والاستراتيجيات التعليمية التي سيتم تنفيذها (Leng, 2002).

 

 

تحليل المتعلم:

يقصد بتحليل المتعلم عملية جمع بيانات عن المتعلم بقصد التعرف على خصائصه ومدى جاهزيته لدراسة المقرر المراد تصميمه (عسيري والمحيّا، 2011).

 

عند تصميم المواقف التعليمية، غالباً ما يفترض المعلم أن الجميع يتعلمون بنفس الطريقة. وللأسف هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. فمن المهم جدا أن لا تضع برنامجاً يعتمد على الخصائص التي تأمل أن يكون جمهورك عليها!، بل يجب أن تكون أكثر واقعية، فالجمهور يأتي بمجموعة متنوعة واسعة من الثقافات والمعارف. قد يبدو هذا مربكاً بالنسبة للمعلم، ولكن مع الإعداد الدقيق، فإنه يؤدي إلى عملية تعليمية متكاملة وناجحة ( Hopkins, n.d.).

 

إن تحليل المتعلم يعتبر خطوة هامة جداً في مرحلة التحليل. لأنه بدون معرفة الجمهور، لن يتمكن المعلم من الإعداد الناجح والمناسب لاحتياجات جمهوره. إذا يتضمن تحليل المتعلم تحليل الفئة المستهدفة لتلقي التعليم، وكذلك البيئة التعليمية لهذه الفئة المستهدفة. إن المعلومات التي يتم جمعها خلال هذا التحليل تُمكّن المعلم بالتعاون مع فريق التطوير التعليمي من اتخاذ قرارات حاسمة للتصميم، مثل تحديد استراتيجيات التعليم وطرق التوصيل الأنسب والأكثر فعالية للمتعلمين. حيث ينطوي تحليل المتعلم على جمع البيانات عن الأفراد المستهدفين لتلقي التعليم. وهو يجيب على الأسئلة التالية:

- من هي الفئة المستهدفة ؟

- ماذا يعلمون ؟ 

- ماذا يتعلمون ؟

 

وهذه البيانات يمكن استخدامها للتأكد من أن المتعلمين لديهم المعرفة والمهارات الأساسية لإتمام التعليم بنجاح.("Analysis", n.d.)

وباستخدام طرق جمع البيانات، فإن المعلومات التي نسعى إلى الحصول عليها لتحديد الجمهور المستهدف، يجب أن تشمل على ما يلي:

- السلوك المدخلي: المهارات والمعرفة والمواقف بشكل عام والموجودة من قبل.

- المعرفة السابقة للموضوع: مستوى المعرفة بشأن موضوع التعلم.

- المواقف تجاه المحتوى ونظام التوصيل المحتملة: كيف يشعر المتعلمين حول المضمون وكيف سيتم توصيله

- الدافع الأكاديمي: هل الجمهور مهتم في مواصلة التعلم ؟

- الثقافة ومستويات القدرة: الإنجاز ومستويات قدرة المتعلمين.

- تفضيلات التعلم العامة: أنماط التعلم ( كيف يتعلم الجمهور بفعالية أكثر؟).

- المواقف تجاه منظمة التدريب: مشاعر المتعلم حول منظمة توصيل التعلم (إيجابية أو سلبية).

- تركيبة المتعلمين: الخصائص العامة التي قد يتشارك بها المتعلمين. ("Analysis", n.d.)

 

 

أشكال صفات المتعلمين:

هناك عدد لا يحصى من السمات التي إما أنها تميز الطلاب عن بعضهم البعض أو انها تجمعهم بأمور مشتركة فيما بينهم. وأثناء تحليل المتعلم فإن مهمة المصمم الرئيسية هنا بالتعاون مع المعلم هي تحديد تلك الصفات التي تؤثر على تحقيق أهداف التعلم (موريسون وأخرون، 2012). وسنتحدث عن ثلاثة أنواع من الصفات على النحو التالي:

- صفات عامة مشتركة

- اختلافات بين المتعلمين

- صفات المتعلمين الغير تقليدين

 

نتوقف عند هذه النقطة في هذا الجزء من المقال، ونستأنف في مقالٍ لاحق بإذن الله الحديث بالتفصيل عن صفات المتعلمين.

 

 

معلومات عن الكاتب
أ. نجلاء الـثميري
الكاتب: أ. نجلاء الـثميري
ماجستير تقنيات تعليم، بكالوريس في الحاسب الآلي، عضوة في مجموعة نون العلمية، مهتمة بتطوير التعليم وإثراء المحتوى العربي، هاوية لتصميم الانفوجرافيك.
مقالات اخرى للكاتب