في أيامنا الحالية وخصوصاً آخر خمس سنوات نجد أن التقنية قد غيرت من الطريقة التي نتواصل بها أو نتعلم أو نتسوق أيضاً، حتى أنها أثرت على أساليب تواصلنا اجتماعياً فكلما سمعنا عن خدمة تواصل جديدة نسارع بالتسجيل بها وإضافة كل معارفنا وأصدقائنا، وكلما رأينا جهازاً تقنياً جديداً فإننا نطمح لاقتناءه بأسرع وقت ممكن.
ومن هذا المبدأ فإنه من الأجدر بالمدارس والمؤسسات التعليمية الحث على تفعيل ودمج التقنية بالتعليم، فالتقنية في نمو متزايد وبشكل مخيف فالأجهزة النقالة يمكن أن تكون أدوات تعلم تعاونية جذابة اذا استُخدمت في الفصل الدارسي، كما أن المحتوى التعليمي يمكن أن يكون أكثر تفاعلاً لسهولة تحديثه و مناسبته لاحتياجات كل طالب حسب مستوياتهم العقلية والإدراكية.
وقد نلاحظ أن التوجهات التقنية في التعليم تتغير بالسرعة ذاتها التي تتغير وتتطور بها التقنية بشكل عام، فقد تكون تقنية اليوم المشهورة تقنية متقادمة في الغد فبعض تقنيات التعليم تنمو ثم تخبو سريعاً، في حين أن تقنيات اخرى تظل وما تزال متصدرة لسنوات.
وفيما يلي أبرز التوجهات التقنية التعليمية التي تصدرت عام 2014 م :
التعلم المتنقل:
تزايد استخدام الانترنت على الأجهزة النقالة بشكل أكبر من استخدامه على الأجهزة المكتبية، لذلك فاستخدام وتفعيل التعلم المتنقل أمر لابد منه خصوصاً لمن يرغب في إعداد الطلاب اعداداً صحيحاً فاستخدام الأجهزة اللوحية أو الهواتف النقالة في الفصل الدراسي يعتبر من أساليب التعلم المتنقل.
الحوسبة السحابية:
لابد أنك سمعت بهذا المصطلح خلال هذا العام كاستخدام مستندات قوقل لرفع الملفات والمستندات ومشاركتها مع المعلمين والطلاب على حد سواء أو برفع ملفاتك وصورك الخاصة على مواقع معينة تقدم هذه الخدمة كموقع (Drop Box) مثلاً، فيقل استخدام الأقراص الصلبة والضوئية و أصبحنا نخزن على السحاب وبذلك يمكن الوصول لهذه المحتويات من أي مكان وفي أي زمان.
الكتب الرقمية:
ازدادت شعبية الكتب الرقمية بشكل كبير بسبب الارتفاع المتزايد لتكنولوجيا الهاتف النقال، فالكتب الرقمية أقل تكلفة كما أنها صديقة للبيئة وقد تكون بديلاً جيداً للكتب الدراسية المطبوعة والتي تكون في أغلب الأحيان ضخمة الحجم وهذا مايعاني منه طلابنا غالباً.
كما أن الكتاب الإلكتروني قد يكون أكثر تفاعلاً من الكتب الورقية لما قد يحتويه من وسائط متعددة تدعم ايصال المعلومات بشكل أسهل.
ولا ننسى أيضاً أن الكتب الالكترونية تعتبر سهلة الوصول في ظل الاستخدام الحالي للأجهزة اللوحية والنقالة.
قبل عدة أعوام قامت بعض المدارس العالمية بمحاولة التحول للكتب الرقمية لكن التحدي الكبير هو بتوفير أجهزة لوحية لكل طالب، ولكن في هذا العام ومع انتشار استخدام الأجهزة اللوحية بشكل مهول فأعتقد أن التحول للكتب الالكترونية أصبح أسهل من السابق.
المووك (MOOCs):
انتشر مصطلح المووك والذي هو اختصار لـ (Massive Open Online Courses) بشكل كبير في العامين الماضيين وأصبح ذو شعبية كبيرة وأعتقد أنه سيستمر في النمو لعدة سنوات قادمة.
المووك باختصار هو مقررات مجانية متاحة للجميع وفي مجالات متنوعة يقدمها مجموعة من الخبراء يحضرها المتعلم من أي مكان ثم يتم تقييمه في نهاية المقرر والحصول على شهادة بإتمام هذا المقرر بنجاح.
وعلى الرغم من أن هناك تحديات مختلفة يواجهها أسلوب التعلم عن طريق المووك خاصة في مجال التقييم الا أن هذه المقررات أثبتت قيمتها لدى الملايين من الطلاب الذين لم تُتح لهم الفرصة لمثل هذه التجربة التعليمية كالسفر للخارج لتعلم مهارة معينة أو حضور دورات على يد خبراء عالميين، و أعتقد أننا سوف نشهد أكثر من ذلك بكثير في السنوات المقبلة عند تطوير هذه المقررات والعمل على مكامن الخلل في تقييم الأعداد الكبيرة من الطلاب وصقل مهاراتهم بشكل أكبر أو في التأكد من هوية المتعلم عن طريق تصديق أو مطابقة الهوية.
كما أننا سنشهد ظهوراً كبيراً لمنصات متخصصة توفر هذه الخدمة ومن أبرز الأمثلة العربية التي ظهرت مؤخراً منصة (رواق) ومنصة (وقف اون لاين).
الألعاب في التعليم:
اكتسبت الـ ((Gamification احترام المؤسسات التعليمية مؤخراً وهو استخدام الألعاب في العملية التعليمية لتحقيق أهداف معينه، فالألعاب تساعد في إشراك المتعلمين في حل المشكلات و تتميز بخلق الشعور التنافسي فيهم والرغبة الفطرية لتحقيق الفوز أو النجاح.
ووفقاً لدراسة حديثة أجرتها (WeAreTeachers) فإن 55٪ من المعلمين الذين شملهم الاستطلاع يستخدمون الألعاب الرقمية على الانترنت كجزء من العملية التعليمية، و 63٪ يتفقون على أن المتعلمين أكثر استعداداً لممارسة مهارات صعبة عندما تُصمم على شكل لعبة.
الفصول المقلوبة:
الفصول المقلوبة هي اسلوب من أساليب التعلم النشط الذي يقلب الطريقة التقليدية في تقدم المعلومات من خلال نشر محاضرات فيديو للطلاب لمشاهدتها قبل وقت الحصة يتم فيها شرح الدرس وبالتالي فستكون المناقشات والأنشطة خلال وقت الفصل الدراسي.
ولكن قد نجد أن المعلمين مازالوا مترددين في تطبيق هذا النمط كما أن هناك قلق من أن التقنية قد لا تكون متوفرة لدى جميع الطلاب للتمكن من استعراض شروحات الدرس.
احضر جهازك الخاص:
انتشر المصطلح الشهير (BYOD) لعدة سنوات سابقة لكن الانطلاقة الحقيقية له عام 2013م، والذي يرمز لـ (Bring Your Own Devies).
و وفقاً لمقال نشر في مجلة ((EDTECH أن 85٪ من المؤسسات التعليمية تسمح الآن للطلاب والمعلمين وأعضاء هيئة التدريس باستخدام الأجهزة الشخصية، كما يُتوقع أن نرى المزيد من المؤسسات التعليمية التي ستنفذ BYOD وذلك لشعورها بالضغوط المتزايدة لدمج التعلم النقال وعدم قدرتها على توفير هذه الأجهزة للجميع.
الطابعات الثلاثية الأبعاد:
ظهر مؤخراً تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد و التي تمكنك من طباعة كل ماتتخيله بشكل ثلاثي الأبعاد، وقد أطلقت شركة (GADGETS3D) مشروع "طابعة في كل مدرسة" فقامت بتصميم طابعة صغيرة منخفضة التكلفة مصممة خصيصاً للفصول الدراسية واطلق عليها مسمى (RepRap Printer G3D).
لذا ستكون المدارس قادرة على توفير الطابعة كجزء من العدة التعليمية. كما سيتم التبرع بطابعة مجانية لـ (500 مدرسة) في جميع أنحاء العالم.
المراجع:
GADGETS3D launches RepRap G3D & '3D printer in every school' project
Four trends in tech that every trainee teacher should know about