الاعتراف بالمشكلة هو أول خطوة لحلها وعلينا الاعتراف أنَّ مدارسنا غالباً أصبحت مكاناً طارداً لا جاذباً للطالب، الدليل هو الفرح الشديد عند حلول سوء أحوال جوية لما يتبعها من إجازة دراسية فالطالب يتمنى الهروب من المدرسة ولو كان في أي الظروف، ويشعر بسعادة غامرة في يوم الإجازة المنتظر، من أجل ذلك يجب علينا أن نسأل أنفسنا نحن كتربويين: ما سبب عزوف عدد كبير من أبنائنا الطلبة عن التعليم ؟!.
أصبحت نظريات التعلم القديمة لا تمثل التعليم في وقتنا الحالي نظرًا للتغيرات الكبيرة التي يشهدها العالم مع التطور الكبير لتقنيات المعلومات والاتصالات، فإن برامج المؤسسات بحاجة إلى إعادة النظر والتطوير، حيث أن التعليم لم يعد محصوراً على المدارس النظامية فقط بل أصبح التعلم حتى (خارج الصندوق)، كما أن النظريات القديمة (المعرفية - البنائية - السلوكية) تعجز عن تفسير طبيعة التعلم الذي يحدث فى إطاره بيئات الجيل الثانى للويب ( Web 2.0 ) الأمر الذي جعل (التعلم خارج الصندوق) أنسب لوقتنا الحالي هو أن نظريات التعلم القديمة (المعرفية - البنائية - السلوكية) أصبحت لا تناسب العصر الرقمي الحالي، كيف؟
- الافراد يعملون في العديد من البيئات المختلفة طوال حياتهم.
- التعلم لم يعد صعباً كما كان ونتعلم الآن بالعديد من الطرق الجديدة.
- التعلم هو عملية مستمرة ونحن لا نزال نتعلم طوال حياتنا.
- خلقت التكنولوجيا مئات الادوات التي تخدم العملية التعليمية.
كما أن النظريات السابقة لها أهداف محددة فقط لا تعطي فرصة للإبداع ولا تتيح للمتعلم فرصة للبحث والتحليل والتمييز بين المهم وغير المهم ولا بالتعبير عن الرأي والمشاعر.
ظهرت النظرية الاتصالية (Connectivism) لمؤسسها (سيمنز، 2008 ) تناقش التعليم بوصفه شبكة من المعارف الشخصية التى يتم إنشاؤها بهدف اشراك الأفراد فى التعليم وبناؤه وتدعيم التواصل والتفاعل عبر شبكة الويب كما تؤكد النظرية الاتصالية القائمة على مبدأ التشبيك على التعلم الرقمي عبر الشبكات، و استخدام أدوات تكنولوجيا الحاسوب والانترنت في التعليم، وتستند هذه النظريات على فكرة أن التعلم يحدث مع الفرد ولا تأخذ بعين الاعتبار أن التعلم يمكن أن يحدث خارج الفرد مع استخدام التكنولوجيا. و تركز أيضا على كيفية التعلم، وليس ما يتم تعلمه. مع كمية كبيرة من المعرفة يتحقق الفرد بنفسه ما يجب تعلمه من مهم وما لا يجب تعلمه، وتعلم كيفية إجراء اتصالات بين الأفكار، تستخدم الترابطية والتشبيك الاجتماعي لمساعدتنا في فرز المعرفة والتمييز بينها. الترابطية يمكن تطبيقها على جوانب أخرى خارج التعليم ايضا، للتوضيح أكثر في الوقت الحالي لايمكن قياس العلم بمجرد الحصول على الشهادة فطرق التعلم اصبحت متعددة من خلال المئات من الادوات للتعلم الالكتروني، يجمع الفرد العديد من المعلومات من خلاله، على سبيل المثال تويتر يقوم مع فكرة التشبيك الاجتماعي ان يجلب العديد من المعلومات التي يتعلمها في مجاله الذي يهواه مع اتاحة روابط تشعبية لكينونات رقمية اما على فيديو او صور تفاعلية وغيرها قد يغنيه مقطع فيديو واحد من الحضور لدورة تدريبية كاملة حول موضوع محدد بالاتصال مع خبير في ذلك المجال الذي يبحث عنه.
كذلك يمكن للشخص من خلال النظرية الاتصالية أن يعبر عن رأيه وشعوره بل يمكنه ايضا تقديم معلومات تخدم غيره وهكذا وهو جالس في منزله، هذا النوع من التعلم أكثر ملائمة مع عصرنا الحالي الذي يحتاج الى الركض مع كل جديد بسرعة نشر المعلومة وتلقي التغذية الراجعة لها بالتمييز في أهميته أو عدمها.
يمكن تطبيق تلك النظريات وطرق التدريس الحديثة بجانب التعلم النظامي داخل المدارس والاستفادة من التجارب الدولية في الدول المتقدمة تعليمياً ولاشك ان التقدم في العلم يقود الى تقدم الدولة بأكملها فهو في نهاية المطاف يخدم الصناعة والتجارة والهندسة والطب والمجال العسكري والأمني وغيرها.
استفادة بعض الدول من تطبيق الفصل المقلوب الذي يعتبر تعلماً ( خارج الصندوق ) حيث يرسل المعلم الدرس للطالب في المنزل بدلاً من وضع واجب في المنزل، في المدرسة الطالب يزاول النشاط بشكل تعاوني بناء على ما تعلمه في المنزل من خلال مثلاً نظام ادارة التعلم او قوائم بريدية او غيرها من ادوات للتعلم الالكتروني.
في عام 2010، تم تصنيف مدرسة Clintondale على أنها من بين أسوأ 5% من المدارس في ميتشيغان، حيث أن أكثر من نصف طلاب الصف التاسع رسبوا في العلوم، و ما يقرب من النصف رسبوا في الرياضيات، وباستخدام البرمجيات التي وفرها برنامج TechSmith والتي تبرعت بها الشركة تحولت جميع الفصول الدراسية للصف التاسع إلى فصول مقلوبة.
النتائج كانت مثيرة: انخفض معدل الرسوب في اللغة الإنجليزية من 52 % إلى 19 %، وفي الرياضيات، انخفض من 44 % إلى 13 %، بينما في العلوم انخفض من41 % إلى 19 %، أما الدراسات الاجتماعية فقد انخفض من 28 % إلى 9% في العام التالي، وفي خريف عام 2011، انقلبت كل الفصول في Clintondale إلى فصول منعكسة. وكانت نسبة الرسوب انخفضت إلى أقل من 10%، كما ارتفعت معدلات التخرج بشكل كبير، والآن أكثر من 90 % من الطلاب التحق بالكليات المختلفة.