مفاهيم وأدوات

 

ألا تلاحظون  أن هناك تحولاً جذرياً يجري في الجودة ؟ 

إن الحاجة لإدارة المخاطر في تزايدٍ مستمر كما يراه البعض وهناك ما يدعم هذا الزعم!!  بعضٌ من راصدي أنظمة إدارة الجودة العالمية  (QMS)  يضعون شهادات أنشطتهم تحت مظلة إدارة المخاطر بالإضافة إلى أن المزيد من مؤتمرات الجودة المعقودة تتبنى توجهات لإدارة المخاطر أكثر من أي توجه وهنا  نتسأل ما الذي يحدث؟

في هذه المقالة، سوف نستكشف لماذا ظهر على السطح في الآونة  الأخيرة التحول إلى إدارة المخاطر باعتبارها أساس لمستقبل الجودة وما الذي  يمكننا القيام به لتحسين حياتنا المهنية للاستفادة من هذا التحول.

 

ما الذي يحدث؟


دعونا ننظر عن كثب إلى نقطة بيانات عدد من الراصدين في عالم الجودة والذين أعادوا تصنيف أنفسهم وهيكلة برامجهم من إدارة الجودة إلى منظمات إدارة المخاطر حيث يرون أنه عند زيارتك لمعهد إدارة الجودة فإنك ستلحظ التطور والتحول وقائمة من خدمات إدارة المخاطر والتي تتراوح من  "مزودي تقييم المخاطرإلى "إدارة الأداء البيئي". 

فراصدي الجودة العالمية اعادوا تصنيف أنفسهم كالمراكز التجارية لإدارة المخاطر لمجموعة من الأسباب :

·                الاقتصاد

·                نضوج معايير نظام إدارة الجودة

·                العولمة

·                مسؤولية الشركات

·                نماذج الأعمال الجديدة

·                الإنترنت

 

تعتبر تسجيلاتISO 9001  في أمريكا الشمالية سطحية إلى حداً ما  كما أن أجهزة تسجيل ومراجعة الحسابات والتي تدعم معيار الأيزو  باتت سلعة  بسبب أن أكثر الأسوق المتنامية تتواجد في آسيا وفضلاً عن ذلك أن السوق في أمريكا الشمالية والاقتصادات الكبرى الأخرى أصبحت تشتكى التخمة من سجلات  ISO 9001، لذلك يتسأل  المسجلين والراصدين على حداً سواء ، "كيف يمكننا إضافة قيمة؟و "كيف يمكننا إيجاد دخل إضافي؟

ولابد ان  نقول أن العولمة، والاستعانة بمصادر خارجية، والتكنولوجيا اوجدت جو من الريبة والتعقيد والمخاطر بالنسبة للمؤسسات ونتيجة لتلك الريبة والتعقيد العالمي كانت هناك حاجة إلى ضوابط مخاطر إضافية لذلك فإدارة المخاطر هي امتداد واضح للتدقيق في السجلات، والأذونات، وأنشطة التأمين.

 

ومع بداية نضج معايير نظام إدارة الجودة ISO 9001 تم الانتقال من الامتثال والنظرية الى التوجهات بفعالية وعملية وتم وضع أنظمة ومعايير  جديدة لإدارة الجودة ISO  ومثال ذلك يتضح جلياً في  المعايير الجديدة الصادرة من المنظمة الدولية للتوحيد القياسي (ISO)، ISO 28000 - " مواصفات لأنظمة إدارة أمن سلسلة التوريد،" ISO / IEC 27001 - " تكنولوجيا المعلومات - التقنيات الأمنية - أنظمة إدارة أمن المعلومات - المتطلبات،وغيرها .هذا وقد تم اعتماد نظام الإدارة الأمنية على أساس إدارة المخاطر وهو التوجه الجديد والفكرة الرئيسية لعددا كبير من الشركات التي التحقت للأيزو 9001  معتمدةً  نظام  الأيزو  الجديد في إدارة المخاطر 

 

والجدير بالذكر ان الشركات العالمية تجري مساءلة على مستوى عالي تزامناَ مع زيادة خطر حدوث خروقات في تطبيق الجودة فالمسؤولية تقع على الشركات في السنوات القليلة الماضية و ذلك نتيجة للاستعانة بمصادر خارجية واسعة النطاق مما أدي الى خوفهم من ان تطالهم  يد الملاحقة من جمعيات حقوق الإنسان لاتهامات و الاعتداءات قد تقع على فئة العمالة من الأطفال، إن الفشل في إدارة مخاطر الجودة يؤدي إلى فشل الشركة ذاتها فالعولمة والاستعانة بمصادر خارجية جعل من الصعوبة بمكان إدارة العمليات الداخلية  ونتيجة للانفجار المعرفي وتسارع خدمات الانترنت كان لابد من  إعادة النظر لتلبية حاجة إيجاد نظام لإدارة المخاطر

 

 

ما هي المخاطر؟


يمكن تعريف المخاطر بأنه مزيج مركب من احتمال تحقق الحدث ونتائجه (ISO/ IEC Guide 73)
تتضمن جميع المهام إمكانية لتحقق أحداث ونتائج قد تؤدى إلي تحقق فرص إيجابية أو تهديدات للنجاح . 
ويتم الإشارة بازدياد إلي إدارة المخاطر على أساس ارتباطها بالجوانب الإيجابية و السلبية للخطر. ولذلك يأخذ المعيار بعين الاعتبار المخاطر من حيث الجانبين السلبي و الإيجابي .

 

ما هي إدارة المخاطر؟


إدارة المخاطر هي القدرة على تحديد المخاطر، وتقييم ذلك، وتخفيف حدته على الرغم من أن هناك العديد من التعريفات لإدارة المخاطر

إلا اننا نستطيع ان  نعرفها بأنها عملية قياس وتقييم للمخاطر وتطوير استراتيجيات لإدارتها كما تتضمن  هذه الاستراتيجيات نقل المخاطر إلى جهة أخرى وتجنبها وتقليل آثارها السلبية وقبول بعض أو كل تبعاتها .كما يمكن تعريفها بأنها النشاط الإداري الذي يهدف إلى التحكم بالمخاطر وتخفيضها إلى مستويات مقبولة. وبشكل أدق هي عملية تحديد وقياس السيطرة وتخفيض المخاطر التي تواجه الشركة أو المؤسسة.

 

معايير إدارة المخاطر هي:


تحديد المخاطر: يتم خلاله تحدد مصادر الخطر، والأحداث المصاحبة له ونتائجها المحتملة
تحليل المخاطر: يتم خلاله تحلل أسباب ومصدر المخاطر، واحتمالية حدوثها   
تقييم المخاطر: يتم خلاله دراسة وتحديد ما إذا كانت هذه المخاطر تحتاج إلى معالجة، وماهية ونوع المعالجة المطلوبة

علاج المخاطر : يتم خلاله حصر الاستراتيجيات والطرق وانجع الأساليب للتخفيف من حدتها و الحد منها

ويجري حاليا وضع معايير إضافية لإدارة المخاطر لقطاعات صناعية محددة.

 

مزايا صنع القرار على أساس إدارة المخاطر

  
لقد حدثت ظاهرة مثيرة للاهتمام خلال العقد الماضي منذ ما يقرب من 10 عاما مضت، حيث كانت الجودة هي الفلتر الحاسم  لأي إدارة عليا  في اتخاذها لقراراتها ثم تطورت بعد ذلك إلى السعر مما أدى إلى اندفاع عالمي للعثور على موردين في الخارج  وفي نهاية المطاف سعوا للاستعانة بمصادر خارجية واسعة النطاق  وأنصب الاهتمام على سعر التكلفة الإجمالية للملكية، وأصبحت قضية الجودة حاجة غير ملحة للإدارات العليا وليست في قائمة اعتباراتها !!!

 

لذلك، ما هو الفلتر الأساسي لإدارة صنع القرار الآن وصولاً للجودة ؟
الجواب هو نظام إدارة المخاطر.

ولو تسألنا لماذا باتت إدارة المخاطر حاجة ملحة للغاية في هذه الأيام؟

إدارة المخاطر هي عملية صنع قرار بشأن:

•         الى اي مدى يمكن التغاضي عن الخطر

•         كيف يمكن تخفيف تلك المخاطر التي لا يمكن التغاضي عنها

•         كيف نتعامل مع المخاطر الحقيقية والتي تدخل في صميم العمل


إن العولمة والاستعانة بمصادر خارجية ليست على دراية كافية بتوجهات وأنشطة الشركات 
والتي قد تؤدي الى مخاطر في التشغيل او العمليات كما إن عدم حرص المسئولين على مواجهة الواقع مما يؤدي الى اتخاذ القرارات الاستباقية الغير مدروسة إضافة إلى عدم اهتمام  الرؤساء بإدارة المخرجات بل التغاضي عن الخطر  ومحاولة تحقيق وتوقعات أصحاب المصلحة وليس العميل يجعلنا نؤمن إن إدارة المخاطر وقائية تنبؤيه، وليس رد الفعل وبهذا تكون  إدارة المخاطر هي مستقبل  الجودة 

 

ترجمة اميمة عبدالله الأحمدي من موقع كوالاتي داي جست

Risk Management: The Future of Quality, by Greg Hutchins

from : http://www.qualitydigest.com

 

Translated by : Omayma  A. Al-ahmadi

معلومات عن الكاتب
أ. أميمة الأحمدي
الكاتب: أ. أميمة الأحمدي
ماجستير إدارة وتخطيط، عضو فريق النشر الالكتروني، أخصائية اعلام الجديد في عدد من الشركات، عضو الجمعية السعودية للتربية المهنية في التعليم وعدد من الجمعيات السعودية، مدربة تقنية وتعليم الكتروني، معلمة خاضت تجربة التعليم الإلكتروني.
مقالات اخرى للكاتب