مفاهيم وأدوات

 

     يشهد العصر الحالي تطورات سريعة ومتلاحقة في كافة المجالات بناء على ما أحدثته الثورة المعرفية والتكنولوجية التي فرضت على الساحة مفاهيم جديدة لم تكن موجودة من قبل كالعولمة، والمعلوماتية، وثورة الاتصالات، وما اقترن بها من تطبيقات التواصل الاجتماعي، والتعلم عن بعد، والتعلم الإلكتروني وغيرها الكثير، الأمر الذي أدى إلى فرض متطلبات جديدة لإعداد الفرد كي يكون مؤهلا لهذا الكم المعرفي الملحوظ في كافة المجالات.  

    وهذا التقدم والتطور العلمي التكنولوجي الراهن أدى إلى دخول العالم إلى العصر المتنقل، الذي أصبحت فيه وسائل التكنولوجيا تنتقل مع الأفراد وتحمل باليد، وأصبح استخدامها ميسر في أي زمان ومكان، ويلاحظ الهاتف النقال على رأس هذه الوسائل التي انتشرت بشكل سريع، فلم تلقى أي تقنية أخرى هذا الانتشار بين المتعلمين، كما حظيت تقنية الهاتف المحمول، وبغض النظر عن عمر أو جنس أو المستوى الاقتصادي للمتعلم، حتى فإن عدد الهواتف المحمولة في بعض الدول يكون أكثر من عدد الأفراد فيها (الشوبكي, 2005). وقد أصبح التعليم النقال من المصطلحات الشائعة في مجال التعليم مع انتشار تكنولوجيا الهاتف النقال خلال مجتمعنا بشكل عام، ويعتبر التعليم النقال مرحلة جديدة من التعليم الإلكتروني Learning-E الذي أدى إلى هذا التطور الكبير في تقنيات الاتصالات والمعلومات وانتشار المعرفة الإلكترونية بين طلاب المدارس والجامعات وإلى ظهور أشكال جديدة من نظم التعليم (فتح الله, 2012). فالتعلم المتنقل هو نظام تعليمي الكتروني يقوم أساسا على الاتصالات السلكية واللاسلكية، بحيث يمكن للمتعلم أن يصل إلى المادة التعليمية والمحاضرات والندوات في أي زمان ومكان (سليم، 2012).

   ويشير كلاً من كيم وميمز وهولمز (Kim, Mims, & Holmes, 2006) إلى إن استخدام التعلم المتنقل في التعليم يحقق منافع كبيرة لكل من المعلم والمتعلم، ويوفر بيئة تعليمية فعالة تساعد على التدريب على المهارات والتمارين المختلفة. فالتعلم النقال يدعم النظرية الترابطية  Connectivism التي تحاول فهم إمكانية تحقيق التعلم اليوم، فاعتبرت أن التعلم يتم من خارج الشخص وليس من داخله كما كانت تركز عليه النظريات التعليمية التقليدية (سرحان، 2015).

 

     وقد تم توظيف التعلم النقال في تعليم بعض المواد الدراسية وفي مراحل مختلفة واثبت نجاحه في تحسين العملية التعليمية وذلك ما أكدته الكثير من الدراسات التي اهتمت بالتعلم النقال كتقنية تعلم جديدة نذكر من هذه الدراسات دراسة الفهد EL Fahed,2009)) والتي هدفت إلى قياس آراء واتجاهات الطلبة نحو فاعلية التعلم النقال, وقد أشارت النتائج بوضوح إلى فعالية استخدام تقنية الهواتف النقالة لتحسين عملية التعليم والتعلم لدى الطلاب وبالتالي التحسن في مستوى التحصيل الدراسي, وبأن الميزة الأفضل لهذه التقنية تتمثل في إمكانية استخدامها في أي مكان، أو أي زمان إثراء بيئات التعلم عن بعد.

 

إعداد: سهى علي الصالحي

الأربعاء24\5\1440

 

المراجع:

فتح الله، مندور عبد السلام. (2012). تكنولوجيا التعليم الخلوي. مجلة المعرفة. ع210. 30-31.

محمود، محمد سليم. (2005). "أثر استخدام استراتيجية حل المشكلات في تنمية مهارات التفكير الناقد والمفاهيم البيولوجية والاتجاهات نحو الأحياء لدى طلبة المرحلة الثانوية". رسالة دكتوراه. جامعة عمان العربية للدراسات العليا. عمان، الأردن.

الشوبكي، وليد (2005). غد المحمول قفزة نحو المجهول. متاح على الرابط   http://kenanaonline.com/users/nemo7a/posts/53408] تم الوصول 4\11\ 2018

سرحان، عماد. (2015). نظرية الترابطية تواصل حتى تتعلم وتعمل. متاح على الرابط https://taelum.org/?p=506 ] تم الوصول 26\11\2018[

Fahad N. EL Fahad (2009). " STUDENTS' ATTITUDES AND PERCEPTIONS TOWARDS THE EFFECTIVENESS OF MOBILE LEARNING IN KING SAUD UNIVERSITY, SAUDI ARABIA". The Turkish Journal of Educational Technology.

 

 

معلومات عن الكاتب
الكاتب: أ. سهى بنت علي الصالحي
ماجستير تقنيات تعليم، بكالوريس رياضيات، قدمت العديد من الدورات التدريبية في مجال التعليم وتقنياته، شاركت في العديد من المؤتمرات والمنتديات الدولية
مقالات اخرى للكاتب