مفاهيم وأدوات

 

التعليم له أهمية في حياة الامم والشعوب كمنبر للتقدم ومصدر ظروف الرقي على كافة الأصعدة. فالمجتمعات التي اهتمت بتعليم وتربية اجيالها بشكل جيد تسلقت مراتب المجد والأمم التي غرقت في العبث واللامبالات بقيت رهينة ماضيها المجيد من جهة ومحاولات الاصلاح المتوالية من جهة اخرى.

إنّ المعلّمين في كل زمان هم الصفوة المختارة الذين نذروا نفوسهم لتعليم أبناء الأمة وأذابوا حياتهم لإضاءة الطريق أمام الشباب وأجيال المستقبل، وقد حملوا أسمى رسالة ليؤدّوها في صدق وأمانة وإخلاص حتى ينالوا رضا الرحمن ويحوزوا القبول من الناس. ويكفيهم فخراً وشرفاً أنهم خلفاء سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد صلوات الله وسلامه عليه.

قال الربُّ جلَّ وعلا: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [المجادلة: 11].

وكما ورد في قوله تعالى جلت قدرته وفي فضل العلم: {الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الإِنْسَانَ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}.

وقوله عز وجل لنبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم : {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً}.

و الدليل على أن التعليم مهنة الأنبياء والمرسلين قوله صلى الله عليه وسلم :

” إنما بعثت معلماً ” رواه ابن ماجه 1 / 83 والدار مي في مسنده 1 / 111 ،

 

ان طبيعية عمل المعلم تقتضي ان يتصف بالأخلاق الحميدة وان يخشى الله في عمله وان لا يعتبر مهمته وظيفة رسمية فحسب, بل هي أمانة سيحاسبه عليها التاريخ وستذكره بها الاجيال القادمة. وهو القدوة والصانع لكل الوظائف الاخرى بكل ما تحمله من معارف واخلاقيات وعناصر الشخصية الانسانية، وأخيرا التعليم رسالة وأمانة قبل أن تكون وظيفة.

معلومات عن الكاتب
الكاتب: أ. سهى بنت علي الصالحي
ماجستير تقنيات تعليم، بكالوريس رياضيات، قدمت العديد من الدورات التدريبية في مجال التعليم وتقنياته، شاركت في العديد من المؤتمرات والمنتديات الدولية
مقالات اخرى للكاتب